عمر الشمالي

تقييم ومراجعة كتاب: الطلياني

الكاتب: عمر الشمالي
آخر تعديل:
تاريخ الكتابة:
تاريخ القراءة:

الطلياني شخصية تونسية يسارية طموحة متعطشة للصعود، لكنها أيضاً متضاربة في العلاقات وغير منضبطة. رواية أعتقد بانها جدلية في الوسط اليساري ومنفرة جداً للإسلاميين.

تحكي رواية الطلياني عن عدة أمور حساسة:

  1. السياسة، الصراع على السلطة، الانتخابات، التضاد الداخلي للأحزاب التونسية اليسارية. صعوبة الشخصية الإخوانية التونسية.
  2. الصحافة والصحافة الصفراء في تونس.
  3. المساكنة، أي عيش امرأة وصاحبها في مسكن دون عقد زواج في ظل دولة اتجاهه العام محافظ خاصة في الريف.
  4. تشدد الأهل والتأطير الفكري المنفر للأولاد.
  5. حرية المرأة بين الاعتدال والانفتاح الأقصى.

عن الكتاب

صورة غلاف كتاب الطلياني
صورة غلاف كتاب الطلياني
عنوان الكتاب الطلياني
مؤلف الكتاب شكري المبخوت
سنة النشر 2014
الغلاف غلاف ورقي
عدد الصفحات 342
متوسط تقييمات الآخرين 2.93
الترقيم الدولي 9938886485
وصف رغم كلّ شيء ثمّة أمْرٌ ما يربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظّروف والصّدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصّان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللّيّن، تصبح غصنًا أخضر غضًّا يتلوّى كلّما مسّتْه ريحُ الرّغبةِ. هذه النّبتة الشّيطانيّة مذهلةٌ قُلَّبٌ لا تستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصنًا جافًّا أو جذعًا يابسًا أحيانًا. وتكون أحيانًا أخرى عُودًا منوّرًا طيّبَ الرّيح يجدّد الحواسّ التي تبلّدت.


ربّما كان ذلك بعض ما جعل طريقيهما يفترقان في أكثر الأيّام، ولكنّهما يلتقيان في لحظة لا يعرفان سرّها.


واعترفت زينة بأنّ الطلياني يمكن أن تراه في لحظات غضبه كجحيم "دانتي" أو سقوط "أورفيوس"،


ولكنّها تراه في لحظات شهوته عاشقًا هنديًّا مستعدًّا للموت عشقًا. لقد كان شهوة موقوتة لا تعرف متى تنفجر ولا تترك في الجسد مكانًا لا تصله الحروق اللّذيذة أو الشّظايا القاتلة..


لم تصارح زينة عبد النّاصر برأيها هذا فيه. وهو كذلك لم يفعل. بيد أنّ في المسألة شيئًا دقيقًا عميقًا لم تتمكّن من فهمه. فقد كانت تأخذها في البداية سكرة ممزوجة برعدة كأنّها في حالة شطح للذّوبان في جسد عبد النّاصر والانصهار الكلّي فيه. جسده حقل مغناطيس بهيّ ينوّم الحواس ويستنفرها في الآن نفسه. يذهب بالعقل فتتخدّر الأعضاء كلّها. يجعلها تشعر في آن واحد بألم لا يُطاق ولذّة لا توصف. فتستسلم وترضخ. بيد أنّها حالَمَا تثوب إلى رشدها لا يبقى إلاّ ألَمٌ حادٌّ مروّع في أحشائها أسفل البطن، كأنّ إبَرًا غليظةً تنخرها من الدّاخل وتحرّكها يد خفيّة تظلّ تحفر وتحفر ولا تتوقّف.
المصدر موقع جوود ريدز