عمر الشمالي

تقييم ومراجعة كتاب: خريطة الحالم

الكاتب: عمر الشمالي
آخر تعديل:
تاريخ الكتابة:
تاريخ القراءة:
وصف مقتضب جميل للحياة في نيوزلندا، لا يتعدى الكتاب ذلك، فلا يوجد قصة ولا حبكات ولا سخام يسخمنا

ينصح بهذا الكتاب جرعتين اسبوعيا للشيوخ، عشان ما يهلكونا ان احنا اعظم شعب ويتفاخرو زيادة

عن الكتاب

صورة غلاف كتاب خريطة الحالم
صورة غلاف كتاب خريطة الحالم
عنوان الكتاب خريطة الحالم
مؤلف الكتاب محمود الرحبي
سنة النشر 2010
الغلاف غلاف ورقي
عدد الصفحات 87
متوسط تقييمات الآخرين 3.33
وصف نبذة النيل والفرات:
"خريطة العالم" عمل روائي للكاتب العُماني "محمود الرحبي"، هو أقرب إلى السيرة الذاتية، ارتكز فيها الروائي على المقارنة بين إشكاليتين وجوديتين متعارضتين تقدمان نظرتين مختلفتين إلى شؤون البشر والدنيا.

بطل الرواية شاب في مقتبل العمر يعمل مؤذناً وأستاذاً لعلوم الدين بحسب اختصاصه في الشريعة الإسلامية، وكان راضياً ومستكيناً إلى هذه الحياة الهادئة الساكنة والروتينية في آن معاً، إلى أن يأتي يوم يتلقى فيه رسالة من دولته تطلب فيه أن يعد نفسه للسفر إلى نيوزلندا، فيخبره مسؤول الموارد البشرية في الوزارة أن لديهم برنامجاً لتأهيل بعض أئمة الجوامع لدراسة اللغة ثلاثة أشهر وهمس في أذنه "سافر تغنم".

تبدأ رحلته عندما يسافر ويتعرف إلى هذا العالم الجديد المختلف، فمن خلال تفاعله مع المحيطين به من المرأة العجوز التي سكن في دارها، إلى المعهد الذي يتعلم فيه اللغة، إلى الأصدقاء المتحلقين حول طاولة العشاء في المساء فكان أول شيء لغتّه هو دقة التخطيط لدى الغربي، الحافلة تصل في موعدها، حياتهم خالية من تشنجات القلق، الوضوح هو أساس كل العلاقات، إستيعاب الآخر بنقائصه.

وهنا يلعب الماضي دوراً هاماً في حياة بطل الرواية فيستحضره عند كل منعطف، ليأخذ دور المرآة العاكسة لصورة ماضية - حاضرة لفرد يتماهى في جماعته الدينية - ذات الأصول الإسلامية الراسخة، وما بين حضارة الغرب الذي يتخذ من القانون الذي ترعاه الدولة والذي يتسم بالنزاهة أساساً لرقابة النفس ومحفزاً أكثر قوة لدى الناس العاملين: "لذلك فإن الفرد يكون المحامي المباشر لنفسه ولدولته، فتكون بذلك الراحة ثمناً في حد ذاتها، وليست نتيجة لإرضاء أحدٍ أو مسؤول".

فالغربي لا يعيش ماضيه بل حاضره وهذه العملية لا تغطي الجزء الثقافي من الماضي بل أيضاً الجانب الإجتماعي والسياسي منه، وهنا يصحح بطل الرواية أفكاراً خاطئة كان قد تلقاها في حياته السابقة عن أن الغربي غير مؤمن، وتنجلي هذه الحقيقة بوضوح عندما تخبره المرأة العجوز التي يقيم في بيتها "بأنها تحترم ديننا وتعرف منذ زمن بعيد عبارة "السلام عليكم" وكلمة "القرآن" (...) وأخبرتني بانها تقضي نصف نهار كل أسبوع للتعبد في الكنيسة، وهذه المدة تراها كافية للخلو والتقرب إلى الله...".

"خريطة العالم" هي أكثر من رواية هي إكتشاف هام للمختلف عنا، فلكي نفهم الغربي أكثر يتوجب علينا أن نتعرف على البنى المعرفية التي يعيش في إطارها الغربيون، فقوة الغرب ناتجة ليس فقط من تجربتها التاريخية الخاصة، بل من الجهد المتواصل في إعادة تأهيل بناها المعرفية بشكل يتناسب مع كل عصر، وكل أزمة تواجهها، وهذا هو سر نجاحهم وتميزهم عن الآخرين.
المصدر موقع جوود ريدز